فرط الحركة وتشتت الانتباه – أعراض و أسباب و علاج مدونة أفضل محتوى

فرط الحركة وتشتت الانتباه – أعراض و أسباب و علاج مدونة أفضل محتوى

ما هو اضطرابات فرط الحركة وتشتّت الانتباه؟

تُشير اضطرابات فرط الحركة وتشتّت الانتباه إلى اضطراب في النموّ العصبي، عادة ما يبدأ هذا النوع من الاضطرابات في مرحلة الطفولة، ولكن من الممكن أن يستمرّ حتى مرحلة البلوغ. وتتميز اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه بنمط متواصل من غياب الانتباه أو كثرة الحركة أو الاندفاعيّة أو مزيج منها جميعًا، بشكل يتداخل مع أداء الشخص اليومي وعلاقاته مع من هم في محيطه.

لنبدأ بالحديث عن بعض النقاط الرئيسيّة المتعلقة باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه:

أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه:

هناك ثلاثة أنواع من اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه:

أعراض اضطرابات فرط الحركة والتشتت عامة:

من الممكن أن تختلف أعراض اضطراب فرط الحركة حسب نوعه والمصاب به. ويمكن تقسيم الأعراض المرتبطة باضطراب فرط الحركة إلى ثلاث فئات رئيسيّة هي قلّة الانتباه، وفرط الحركة، والاندفاع:

وقد تشتمل أعراض قلة الانتباه على ما يلي:

فيما قد تشمل أعراض فرط الحركة ما يلي:

تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:

اضطراب فرط الحركة هو اضطراب في الدماغ يتميز بنمط متكرّر من الغفلة أو النشاط المفرط، بحيث يتداخلان مع نمو الفرد وتفاعله الطبيعي، فيؤثّران على قدرة المصاب به على الحفاظ على تركيزه ونظامه، مما يدفعه إلى التحرك بشكل مستمر والعجز عن إنهاء المهمات وغياب المثابرة في الدراسة أو العمل. غالبا ما يؤثّر اضطراب فرط الحركة على الأطفال أكثر من البالغين.

ويتم تشخيص اضطراب فرط الحركة بناءً على معايير محدّدة يمكن إيجادها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيّة (DSM-5)، ويتضمّن تقييمًا شاملاً من طرف أخصّائي رعايّة صحيّة مؤهّل، مع مراعاة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليوميّة، واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى.

أسباب اضطرابات فرط الحركة والتشتت عامة:

ليست أسباب اضطراب فرط الحركة مفهومة تمامًا، لكن تشير الأبحاث إلى احتمال أن يكون خليطا بين العوامل الوراثيّة والعصبيّة والبيئيّة.

ولا توجد أدلّة على علاقة اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه بالآتي:

وبطبيعة الحال، تجدر ملاحظة أن اضطراب فرط الحركة هو اضطراب معقّد، وليس بالضرورة أن يعود إلى سبب واحد، بل يحتمل أن يساهم مزيج من العوامل الوراثيّة والتأثيرات البيئيّة في تطويره. ولازال البحث مستمرًا لفهم أسباب اضطراب فرط الحركة بشكل كامل وتحديد العوامل الإضافيّة المساهمة فيه.

علاج اضطرابات فرط الحركة والتشتت عامة:

اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه هو حالة مزمنة، لكن توجد علاجات فعالة متاحة للتحكم في الأعراض وتحسين أداء المصابين به. ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن اضطراب فرط الحركة هو اضطراب فردي جدّا، ويمكن أن تختلف أعراضه من شخص لآخر. فإذا كنت تشك في أنك أو طفلك أو أي شخص تعرفه قد يكون مصابًا باضطراب فرط الحركة، فمن المستحسن استشارة الطبيب النفسي للحصول على التشخيص والإرشاد المناسبين.

أعراض اضطراب فرط الحركة والتشتت عند الأطفال

يمكن أن تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه لدى الأطفال بشكل مختلف عما تظهر عليه لدى البالغين. غالبًا ما تتجلى أعراض اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال عن طريق مزيج من قلة الانتباه وفرط الحركة والاندفاع. وإليك بعض الأعراض الشائعة لاضطراب فرط الحركة عند الأطفال:

أعراض قلّة الانتباه:

أعراض فرط الحركة:

أعراض الاندفاع:

جدير بالذكر أن أعراض اضطراب فرط الحركة قابلة للاختلاف من طفل إلى آخر، وفيما قد يعاني بعض الأطفال من أعراض قلّة الانتباه بشكل رئيسي، قد تبدو لدى آخرين أعراض فرط الحركة والاندفاع بشكل أكثر وضوحًا. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتغيّر الأعراض مع مرور الوقت وتتأثّر بمعدل نمو الأطفال.

لذلك من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض يجب أن تكون موجودة بشكل مستمرّ ومتكرّر وتعوق الطفل كثيرا في بيئات عديدة مثل المنزل والمدرسة، قبل اعتمادها كتشخيص لاضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه. علاوة على ذلك، يجب ألا تستخدم هذه المعلومات كبديل عن الرعاية الطبية ونصيحة طبيب الأطفال الخاص بطفلك.

أسباب فرط الحركة والتشتت عند الأطفال

تعتبر أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه عند الأطفال مسألة لا تزال قيد الدراسة، ولكن تشير الأبحاث إلى أنها نتيجة تفاعل عدة عوامل. أدناه بعضها والتي يعتقد أنها تسهم في تطور اضطراب فرط الحركة:

جدير بالذكر أيضًا أن اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه هو غير ناتج عن عوامل مثل الإهمال الأبوي، أو قضاء وقت طويل في استعمال الهاتف الجوال أو مشاهدة التلفاز، وغير ذلك من المفاهيم الخاطئة والشائعة بين غير المختصين؛ ففي حين أنه قد تؤثر هذه العوامل على سلوك الطفل ومقدار انتباهه على المدى القصير، هي لا تسبّب اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه بصفة مباشرة.

أما إذا كنت تشتبه في إصابة طفلك باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، فمن باب الحكمة استشارة طبيب الأطفال أو عالم نفس الأطفال، لإجراء تقييم شامل وتشخيص دقيق، لأن التعرّف السليم والإدارة المبكرة لاضطراب فرط الحركة من شأنها أن تُحسّن أداء الطفل الأكاديمي وتفاعلاته الاجتماعيّة وجودة حياته عامة بشكل ملحوظ.

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه

للأسف، لا يوجد علاج معروف لاضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه حاليًا. لكن هناك عدّة علاجات واستراتيجيّات فعّالة يمكن بفضلها التحكم في الأعراض ومساعدة المصابين باضطراب فرط الحركة على تحسين صحّتهم النفسية وزيادة رفاههم. فيما يلي بعض الأساليب الشائعة المستخدمة في علاج اضطراب فرط الحركة:

  • استراتيجيات بناء المهارات: يمكن أن تساعد مختلف الاستراتيجيات المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه على تحسين نمط حياتهم وإدارة أوقاتهم وتحسين مهاراتهم الدراسيّة. تشمل هذه الاستراتيجيات مثلا إنشاء روتين يومي، وتقسيم المهام إلى خطوات أصغر تمكن متابعتها، واستخدام وسائل المساعدة المرئيّة أو التذكيرات السمعية، وتحديد الأهداف، والاستعانة بالتطبيقات الرقميّة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون تعلم تقنيات الاسترخاء واستراتيجيات إدارة الإجهاد وممارسة الرعاية الذاتية مفيدًا بشكل عام.
  • التعليم والتربية النفسيّة: ينبغي تثقيف المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، وكذلك أفراد أسرهم، حول هذه الحالة. يمكن أن يساعد فهم طبيعة اضطراب فرط الحركة وتأثيره على الحياة اليوميّة على إدارة الأعراض بفعاليّة. كما يمكن أن يتضمّن التثقيف النفسي أيضًا دعمًا عاطفيًا ومعالجة أي تحديات مرتبطة به، مثل صعوبات التعلّم أو الاضطرابات الكامنة كالقلق أو الاكتئاب.
  • العلاج السلوكي: إن العلاج السلوكي، وخاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، هو طريقة فعّالة لإدارة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، فهو يُركّز على تعليم مهارات محدّدة لمواجهة التحدّيات المتعلّقة بالتركيز والتنظيم وإدارة الوقت والتحكّم في الانفعالات. يمكن أن يساعد العلاج السلوكيّ أيضًا على تطوير آليات التأقلم، وتحسين احترام الذات، والتحكم في العواطف. قد يشمل هذا العلاج جلسات فردية أو جماعية أو رفقة أفراد الأسرة.
  • البيئة الداعمة: إن خلق بيئة داعمة ومتفهّمة هو ضروري جدا للمصابين باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه. وقد تشتمل على تقديم تعليمات واضحة ومتسقة، وتعزيز إيجابي للسلوكيات المرغوب فيها دون جبر أو ترهيب، وتوفير مساعدة مناسبة في المدرسة أو في مكان العمل. ويمكن أن تعود مجموعات أو شبكات الدعم بالفائدة أيضًا على المصابين باضطراب فرط الحركة وأسرهم، حيث توفر فرصة للتواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحدّيات مماثلة.
  • الأدوية: غالبًا ما يتم وصف الأدوية النفسيّة للمساعدة على إدارة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه. ولعل أكثرها شيوعًا هي المنشّطات، مثل الميثيلفينيديت (ريتالين) والأمفيتامينات (أديرال). تعمل هذه الأدويّة عن طريق زيادة توافر الناقلات العصبيّة في الدماغ، وتحسين الانتباه، و تقليل فرط الحركة. وأحيانًا تُستخدم الأدويّة غير المنشّطة، مثل الأتوموكسيتين (ستراتيرا) والجوانفاسين (إنتونيف). لكن في جميع الحالات، لا يجب تناول الأدويّة دون أن تكون موصوفة ومراقبة من قبل طبيب مختص.
  • لكن الأهمّ من ذلك هو تذكر أنه يجب أن يكون علاج اضطراب فرط الحركة مُخصّصا لاحتياجات كلّ فرد، إذ قد تختلف فعاليّة الاستراتيجيات من شخص لآخر، وغالبًا ما يتم استخدام عدة أساليب لتحقيق أفضل النتائج. ويمكن أن تساعد استشارة الطبيب النفسي أو أخصائي علم النفس المتخصص في اضطراب فرط الحركة، في تحديد خطة العلاج وخيارات الدعم الأنسب