التوحد - أعراض وأسباب وعلاج وأنواع طيف التوحد مدونة أفضل محتوى

التوحد - أعراض وأسباب وعلاج وأنواع طيف التوحد مدونة أفضل محتوى

التوحّد هو حالة اضطراب في النموّ العصبيّ، لا علاج لها وتستمرّ مدى الحياة، ويؤثّر التوحّد على رؤية المصابين بالتوحّد للعالم، وتفكيرهم وسلوكهم، وكيفيّة تواصلهم وتفاعلهم مع الآخر، فببساطة، ينظر المصابون بالتوحّد إلى العالم ويسمعون ويشعرون بشكل مختلف عن الآخرين.

تشمل الأعراض الشائعة لمرض التوحّد صعوبة في التواصل، وممارسة للسلوكيات المتكرّرة، والاهتمامات أو الأنشطة المحدّدة، وعادة ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة، ولكن قد لا يقع تشخيص بعض الأفراد حتى سن البلوغ.

ولئن انعدم وجود دواء لمرض التوحّد، يمكن أن يساعد التدخّل الطبّي والعلاج المبكر الأفراد المصابين بالتوحّد على تحسين حالتهم مثل مساعدتهم على تطوير المهارات الاجتماعيّة والتواصليّة، وتحسين السلوك والأداء الأكاديمي، وتحقيق قدر أكبر من الاستقلاليّة.

ما الفرق بين التوحّد وطيف التوحّد؟

التوحّد وطيف التوحّد هما نفس الشيء، فاضطراب طيف التوحّد (ASD) هو بكل بساطة التعريف السريري للتوحّد، وفي حين يختار بعض الأشخاص أن يشار إليهم على أنهم "شخص متوحّد"، يفضّل البعض الآخر تعريفهم بـ "شخص مصاب بطيف التوحّد".

التوحّد عامّة هو اضطراب عصبيّ يؤثر على التواصل والسلوك لدى الفرد، بينما يشير مصطلح "طيف التوحّد" إلى إمكانيّة أن يظهر التوحّد بأشكال مختلفة وإلى أن هناك اختلافات كبيرة في مستوى الخطورة ونوع الأعراض بين الأشخاص الذين يعانون من التوحّد.

يمكن أن يكون لدى بعض الأشخاص المصابين بالتوحّد مثلا صعوبة في التواصل الاجتماعي ونزعة إلى تكرار السلوك، في حين لا يجد آخرون صعوبة كبيرة في هذا النطاق؛ بما معناه أنه من الوارد للأشخاص المصابين بالتوحّد أن يظهروا مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تختلف من شخص لآخر.

بتعريف أبسط، يعتبر "طيف التوحّد" تصنيفًا لأنواع مختلفة من الاضطرابات التي تشترك في بعض الأعراض مثل صعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك المتكرر والاهتمامات الحصريّة.

وبما أنه يشمل مجموعة متنوعة من الأعراض والصعوبات، فإن علاج التوحّد يختلف من شخص لآخر ويتم تحديده بناءً على نوع وشدة الأعراض التي يعاني منها الفرد.

أنواع التوحّد

كما ذكرنا أعلاه، هناك تشعّبات كثيرة لاضطراب طيف التوحّد، وقد حاول الخبراء حصرها إلى عدة أنواع؛ نذكر منها الرئيسيّة:

متلازمة اسبرجر

بالرغم من أن مصطلح متلازمة أسبرجر كان شائعًا جدًا قبل عام 2013، لم يعد مستخدمًا في يومنا هذا من قبل الأخصائيين الطبّيين.

ومنذ ذلك العام، تمت إعادة تصنيف المتلازمة على أنها اضطراب من المستوى الأول لطيف التوحّد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسيّة.

ومع ذلك، يمكن استعمال متلازمة أسبرجر في الحديث غير الرسمي. في واقع الأمر، تميل مجتمعات التوحّد في كثير من الأحيان إلى استعمال هذا المصطلح أكثر من اضطراب طيف التوحّد من المستوى الأول.

متلازمة ريت

متلازمة ريت هي اضطراب عصبيّ نادر يُلاحظ عند المصاب به في مرحلة الطفولة، يؤثّر الاضطراب في الغالب على الفتيات، لكن لا يزال من الممكن تشخيصه عند الأولاد.

تشكّل متلازمة ريت مجموعة من التحديات التي تؤثر على كل جانب من جوانب حياة الطفل تقريبًا، والخبر الجيد هو أنه لا يزال بمقدور الطفل الاستمتاع بحياته اليوميّة والعيش حياة مُرضية بتوفّر الرعاية المناسبة.

متلازمة هيلر

متلازمة هيلر أي اضطراب الطفولة التفككي (CDD)، والمعروفة أيضًا باسم الذهان التفككي، هي اضطراب في النمو العصبيّ يُعرَّف بأنه ظهور لمشاكل متأخرة في تنمية اللغة أو المهارات الحركيّة أو التواصل الاجتماعي.

عادة ما يمر الطفل المصاب بهذه المتلازمة بنمو طبّيعي في هذه المجالات ثم يواجه فجأة عقبة بعد سن الثالثة وحتى سن العاشرة ويبدأ بفقدان المهارات التي تعلمها سابقا.

يمكن أن يكون تراجع النمو مفجعًا جدًا للآباء الذين لم يكن لديهم فكرة عن أن طفلهم قد كان يعاني من أعراض التوحّد طيلة كل ذلك الوقت.

لا يزال سبب متلازمة هيلر غير معروف على الرغم من ربط الباحثين له بطبّيعة أعصاب الدماغ البيولوجيّة.

وعلى عكسة سالفتها، تعتبر متلازمة هيلر أكثر شيوعًا عند الأولاد، فمن بين كل 10 حالات تعاني من هذا الاضطراب، يوجد تسعة من الذكور، وواحدة فقط من الإناث.

متلازمة كانر

تم اكتشاف متلازمة كانر من قبل الطبّيب النفسي ليو كانر من جامعة جون هوبكنز في عام 1943 عندما وصفها بأنها مرض التوحّد الطفولي.

يصف الأطباء أيضًا الحالة بأنها اضطراب توحّد تقليدي.. عادة ما ييدو الأطفال المصابون بمتلازمة كانر فطنين ومنتبهين وذكيين لكن بالإضافة إلى ذلك، مظهرين للأعراض الأساسيّة للاضطراب مثل: عدم القدرة على الارتباط العاطفي بالآخرين، العجز عن الاتصال والتفاعل، والهوس بالتعامل مع الأشياء.

ورغم تمتعهم بذاكرة قويّة ومهارات بصريّة، يواجه المصابون بهذه المتلازمة صعوبات كبيرة في التعلم في مجالات أخرى.

الاضطراب النمائي الشامل - الغير محدد ( PDD-NOS )

هذا الاضطراب هو نوع خفيف من التوحّد يظهر فيه المصاب مجموعة من الأعراض؛ وأكثر شيوعًا هي الصعوبات في التطوّر الاجتماعي واللغوي.

قد يعاني الطفل من تأخر في تطوير اللغة والمشي والمهارات الحركيّة الأخرى، ويمكن تحديد هذا النوع من التوحّد من خلال مراقبة الطفل وملاحظة أين يكمن الخلل الذي يعاني منه الطفل، مثل التفاعل مع الآخرين.

يشار إلى هذا الاضطراب أحيانًا باسم "التوحّد تحت العتبة الفرعيّة"، لأنه مصطلح يستخدم لوصف الفرد الذي يعاني من بعض أعراض التوحّد وليس جميعها.

أعراض التوحّد

تتنوّع أعراض التوحّد عند الأطفال لتشمل الآتي:

تدهور مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي

يمكن أن تشكل مهارات التواصل تحدّيًا للأطفال المصابين بالتوحّد وتشمل أمثلة التواصل وخصائص التفاعل الاجتماعي المتعلقة بالتوحّد ما يلي:

قد تكون لدى الأطفال المصابين بالتوحّد سلوكيات أو اهتمامات غير عاديّة نوعا ما، وتميز هذه السلوكيّات أو الاهتمامات اضطراب طيف التوحّد بغض النظر عن الظروف التي تحددها مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي، ويمكن أن تشمل الأمثلة على السلوكيّات المحدّدة أو المتكرّرة والاهتمامات المتعلّقة باضطراب طيف التوحّد ما يلي:

مميزات وخصائص اخرى

لدى معظم المصابين باضطراب طيف التوحّد أعراض أخرى ذات صلة. قد تشمل ما يلي:

أما عند البالغين، ولو ظهرت عندهم بعض العلامات السابق ذكرها، فيمكن أن تشمل العلامات الشائعة الأخرى للتوحّد عند من تجاوزوا مرحلة الطفولة ما يلي:

ويمكن أن يكون التوحّد أحيانًا مختلفًا عند النساء من الرجال، إذ يمكن للمرأة المتوحّدة القيام بما يلي:

وعموما، إذا كان المصاب بالتوحّد أنثى، يعني هذا أنه قد يكون من الصعب تشخيص التوحّد لديها.

أسباب التوحّد

ليست الأسباب الدقيقة للتوحّد مفهومة تمامًا، لكن يعتقد الباحثون أنها مزيج من مجموعة من العوامل الجينيّة والبيئيّة التي قد تلعب دورًا بشكل أو آخر.

فيما يلي بعض الأسباب المحتملة والعوامل المهددة بتسبيب اضطراب التوحّد:

لكن من المهم الوعي بأن كثيرا من هذه الأسباب المحتملة وعوامل التهديد لا تزال بعد قيد الدراسة، ولا يزال غيرها مبهما وعلاقته غير معروفة بتطوّر مرض التوحّد.

ومع ذلك، قد يكون بإمكان التشخيص المبكر والتدخّل الناجع مساعدة الأفراد المصابين بالتوحّد على تجاوز هذا الاضطراب بصفة نسبيّة، بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء حالتهم.

علاج التوحّد

يجدر ذكر أن التوحّد هو اضطراب في نمو العقل ومن شأنه أن يؤثر على قدرة الفرد، بالغا كان أن طفلا، على التواصل والتفاعل مع الغير ونمط سلوكه.

وهو للأسف حالة ترافق الفرد طيلة حياته، ولا يمكن شفاؤها نهائيا، إذ لم يقع التوصل إلى علاج معروف للتوحّد إلى يومنا هذا.

ومع ذلك، توجد العديد من العلاجات والتدخّلات التي يمكن أن تساعد الأفراد المصابين بالتوحّد على تحسين تواصلهم مع الآخر وتنمية مهاراتهم الاجتماعيّة وتغيير نوعية حياتهم بشكل عام إلى الأفضل.

تتضمن بعض العلاجات والتدخّلات التي ثبتت فعاليتها في علاج التوحّد ما يلي:

لكن الأهمّ من ذلك هو أن كل فرد مصاب بالتوحّد مختلف عن غيره، ولا يوجد تمشّ واحد يناسب الجميع لعلاج التوحّد.

لذلك، من المحبّذ أن يطلب الأفراد المصابون باضطراب التوحّد المساعدة من فريق من المتخصّصين في تقديم الرعاية الصحيّة، لتطوير خطة علاج مصمّمة خصّيصا وفقًا لاحتياجاتهم وأهدافهم المحددة.

خلاصة الأمر

التوحّد، أو اضطراب طيف التوحّد، هو اضطراب عصبيّ يؤثر على التواصل والتفاعل والسلوك، وهذا يعني أن الأعراض يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة ويمكن أن تختلف بشكل كبير من فرد إلى آخر ومن طفل إلى بالغ ومن أنثى إلى ذكر.

في جميع الحالات، لا ينبغي الجزع عند معرفة أنك، أو شخص عزيز عليك، مصاب بالتوحّد؛ فبالرغم من عدم القدرة على شفائه نهائيا، بمجموعة من العلاجات والتدخّلات، إضافة إلى الصبر والعزيمة والدعم والاحاطة، يمكن التخفيف من هذا الاضطراب بشكل يمنعه من عرقلة مسار الحياة اليوميّة، ويجب دوما تذكر ان الأفراد المصابين بالتوحّد هم بشر أيضا قادرون على التفكير والإحساس مثلنا، إنما بطريقة مختلفة قليلا لا تفسد للودّ قضيّة.