الأرق – أسباب وأعراض وعلاج والعلاقة بينه وبين مدونة أفضل محتوى

الأرق – أسباب وأعراض وعلاج والعلاقة بينه وبين مدونة أفضل محتوى

الأرق هو اضطراب نوم شائع يتميز بعدم القدرة على النوم أو البقاء نائمًا أو كليهما، على الرغم من وجود الفرصة والظروف الكافية للنوم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التعب أثناء النهار، والعصبية، وصعوبة التركيز، من ضمن تأثيرات سلبية أخرى.

بعبارات أبسط، الأرق هو مواجهة صعوبة في النوم أو الحفاظ عليه لفترة تكفي للشعور بالنشاط في صباح اليوم التالي، والأرق مشكلة شائعة يُعتقد أنها تؤثر بانتظام على حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص، وهو يظهر بشكل خاص عند كبار السن.

لا توجد قواعد محددة عن مقدار النوم الذي يجب أن تحصل عليه كل ليلة لأن الحاجة إلى النوم تختلف من شخص إلى آخر، لكن في المتوسط، تقدّر مدّة النوم "الطبيعية" للشخص البالغ من حوالي سبع إلى تسع ساعات في الليلة، وقد ينام الأطفال والرضّع لفترة أطول من ذلك بكثير، في حين ينام كبار السن لفترات أقل.

والأهم من هذه الإحصائيات هو ما إذا كنت تشعر أنك تحصل على قسط كافٍ من النوم، وما إذا كان هذا النوم جيدًا، وربما كنت لا تحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد إذا شعرت بالتعب باستمرار طيلة اليوم وأثر ذلك على نسق حياتك اليومية.

أنواع الأرق

هناك عدة أنواع من الأرق تختلف حسب أسبابها وأعراضها، ويشير تعبير "الأرق الأولي" إلى صعوبات النوم التي لا تنتج عن حالة طبية أو نفسية أخرى، فيما ينتج "الأرق الثانوي" عن حالة اضطراب في الصحة الجسدية أو النفسية، مثل التهاب المفاصل أو الربو أو الاكتئاب.

يمكن أن تسببه كذلك بعض الأدوية، أو تناول مواد منشّطة مثل الكافيين أو الكحول، أو عدم انتظام في مواعيد النوم بسبب العمل بنظام الحصص الليلية مثلا أو السفر.

ويمكن تصنيف الأرق على أنه حادّ أو مزمن، بناء على مدّته، وعادة ما يستمر الأرق العابر لبضعة أيام أو أسابيع، وغالبًا ما يكون بسبب الإجهاد أو المرض أو عوامل أخرى قصيرة المدى.

في المقابل، قد يستمر الأرق المزمن لمدّة ثلاثة أشهر على الأقل وغالبًا ما يرتبط بحالات مرضيّة أو نفسية أساسا. غالبًا ما يتم تصنيف الأرق حسب المدة إلى:

ومع ذلك، يمكن أيضًا تصنيف الأرق حسب هذه الفئات:

سبب الأرق

هناك العديد من الأسباب المحتملة للأرق، بما في ذلك العوامل الجسدية والنفسية، وتتضمّن بعض الأسباب الأكثر شيوعًا للأرق ما يلي:

مهم جدّا الوعي بأنه قد يكون للأرق أسباب متعدّدة ومتنوّعة، غالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل التي تساهم في تطور الحالة وتفاقمها. إذا كنت تعاني من الأرق بصفة مستمرّة، فمن الضروري استشارة أخصائي رعاية صحيّة لتحديد الأسباب الكامنة والبحث عن علاج مناسب.

أعراض الأرق

مثل أسبابه، يمكن أن تختلف أعراض الأرق بشكل كبير من شخص لآخر، لكن تشمل بعض العلامات الشائعة الاستيقاظ بشكل متكرّر أثناء الليل، أو الاستيقاظ اللاإرادي في وقت مبكّر جدًا في الصباح، والإحساس بالتعب أو قلة النشاط بعد النوم ليلًا، و/ أو بالإرهاق أثناء النهار، إضافة إلى شعور عامّ بالعصبية وآلام الرأس المتكرّرة وصعوبة التركيز.

وتشمل الأعراض الرئيسية للأرق صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه أو كليهما معا، ويمكن أن تؤدي هذه الأعراض إلى تذبذب في نسق النوم وغياب للشعور بالراحة خلاله، مما ينتج عنه مجموعة من الأعراض الجسديّة والنفسيّة. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة للأرق:

الأرق عند النساء

قد يظهر الأرق عند النساء بشكل مختلف عن الرجال، ويمكن أن تكون الحالة مرتبطة بالعوامل المختلفة التي تنفرد بها صحة المرأة عن غيرها، وفيما يلي بعض مظاهر الأرق لدى النساء:

قد تضحّي المرأة بالنوم لتحقيق غايات ومهام أخرى تضطلع بها في الحياة؛ لكن من الضروري لها معالجة أعراض الأرق والتماس المساعدة إذا استدعت لذلك الحاجة، حيث يمكن أن يكون لاضطراب النوم المزمن آثار سلبية كبيرة وأحيانًا دائمة على الصحة الجسدية والنفسية. وقد تشمل خيارات العلاج التواصل مع طبيب نفسي وتناول الأدوية وتغيير نمط الحياة.

الأرق وقلة النوم

تجمع بين الأرق وقلّة النوم روابط وثيقة وعلاقة سببية متبادلة، فالأرق هو اضطراب في النوم يتميّز بصعوبة في النوم أو البقاء نائماً أو كليهما، مما قد يؤدي إلى عدم القدرة على الحصول على مقدار كافٍ من النوم.

عندما يعاني شخص ما من الأرق، فقد يواجه صعوبة في النوم، أو يستيقظ كثيرًا أثناء الليل، أو ينهض مبكّرًا جدًا في الصباح، ويواجه صعوبة في العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى قلة النوم المريح مما قد ينتج عنه الشعور بالتعب أو الإرهاق أثناء النهار.

ومثله فقد تؤدّي قلة النوم تدريجيّا أو فجأة إلى الأرق، ويمكن أن ينجرّ عن ذلك آثار سلبية على الصحة الجسدية والنفسية، مثل زيادة احتمال الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والاكتئاب والقلق. باختصار، يمكن أن يكون الأرق عاملاً مساهماً في قلة النوم، لكن هناك عوامل أخرى مثل العمل أو المتطلّبات الاجتماعية، والمسؤوليات الأسرية، ونمط الحياة عامّة، التي يمكن أن تلعب دورًا أيضًا.

هل الأرق خطير؟

لا يُعتبر الأرق خطيرًا عادةً على المدى القصير، لكن يمكن أن يكون للأرق المزمن (الذي يستمر لعدّة أسابيع أو أكثر) نتائج سلبيّة على الصحة الجسدية والنفسية للمرء، وفيما يلي بعض منها:

علاج الأرق

تعتمد خيارات علاج الأرق على نوع الحالة وشدّتها والأسباب الكامنة وراءها، وقد تشمل العلاجات السلوكية مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو ترسيخ الثقافة الصحّية للنوم أو الأدوية أو مزيج من الاثنين معًا. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في تخفيف الأرق:

خلاصة الأمر

لئن كان المثل يقول: "من طلب العلى سهر الليالي"، يعدّ الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً جزءًا مهمًا من الحفاظ على صحتك عامة، ولا يجب الاستهتار به، وإذا وجدت نفسك تواجه صعوبة في الخلود إلى النوم أو مواصلته طيلة الليل، فقد يكون ذلك علامة على الأرق.

يحتاج البالغون عادةً من سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، لكن إن كنت تحصل على عدد ساعات نوم أقل، لا تقلق، فهذا الرقم ليس قاعدة تطبّق على الجميع ويمكن أن يزيد او ينخفض بناءً على عدد من العوامل، وتذكر دائما أن نوعية نومك كل ليلة هي أهمّ من عدد ساعات نومك، وأن احتياجات نومك أيضًا قد تختلف على مدار حياتك ومع تقدمك في العمر.

يمكن أن يتركك الأرق متعبًا طيلة اليوم ويمكن أن يؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، وإذا لم يحصل جسمك على قسط كافٍ من الراحة، فقد يؤثر ذلك على مزاجك وقدرتك على التركيز، وحتى على سلامتك ككل، فلو كنت تعاني من نقص في، أو انعدام للنوم، عليك بالتماس المساعدة قبل فوات الأوان.