السترة الواقية والخوذة النفسية للصحفيين - مدونة أفضل محتوى

السترة الواقية والخوذة النفسية للصحفيين - مدونة أفضل محتوى

بالأمس فجعنا بما حدث لشيرين أبو عاقلة، الصحفية المتميزة صاحبة الصوت العالي في وجه ظلم المحتل، وما حدث لزملائها ومنهم شذا حنايشة لا يقل وطأة عما حدث لشيرين أبو عاقلة. كما كنا نشير إلى الصحة النفسية للأطباء كأولوية وقت الجائحة، علينا الانتباه لتلك الخاصة بالصحفيين في أماكن الأزمات والحروب، إذ أن اغتيال شيرين أبو عاقلة كان صادما للعالم ولجميع الفلسطينيين، ولكنه صادم بشكل خاص للصحفيين ومن يعملون منهم كمراسلين في الميدان بشكل محدد. لقد عهدت إليّ مؤسسة "نساء اف ام" بتقديم الدعم النفسي لمجموعة من الصحفيات الفلسطينيات منذ عدة أشهر وكان لي عدة ورشات عمل معهم تحدثت فيها الصحفيات عن عديد الضغوطات النفسية التي عانين منها ومن ضمنها خطورة العمل في الميدان واستهداف الصحفي أحيانا، وتكميم الأفواه من قبل المؤسسات الإعلامية الكبرى وفرض لغة عالمية لا تتوافق مع وجدان الصحفي في كثير من الأوقات، ومشاهدة القتل والتهديد والعنف الواقع على المواطنين بشكل مباشر، علاوة على الضغوطات اليومية الناتجة عن الوقوف أمام الكاميرا والبث المباشر وما إلى ذلك من مثيرات القلق والتوتر.

أود أن أوضح إلى أنه من الآثار النفسية المهمة التي قد تلحق بالصحفيين، الصدمة المباشرة عندما يتعرضون للخطر بأنفسهم، والصدمة الثانوية عندما يشاهدون أو يسمعون قصص الخطر أو التهديد التي تحدث لآخرين سواء بشكل مباشر أو عن طريق الشاشات و الكاميرات وتعرضهم لصور مؤذية، والاحتراق الوظيفي عندما تصيبهم حالة من الخدران الحسي واللامبالاة والتعب والملل من العمل، أو الضغوطات النفسية الأقل وطأة والتي قد تفضي للقلق والاكتئاب.

نصيحتي لك إن كنت صحفيا:

نصيحتي لك إن كنت مديرا أو مشرفا لصحفي:

وفي النهاية، نؤمن أن تقديم تدريبات الرعاية النفسية وأدوات مساعدة الذات وتوفيرالمرافقة العلاجية النفسية للصحفي هي إجراءات ضرورية تماما كاجراءات ارتداء الخوذة والسترة الواقية للتخفيف من إصابات العمل.